عواصم - ا ف ب - أكد بايرن ميونيخ الالماني بأنه أصر على انتزاع لقب دوري ابطال اوروبا لكرة القدم بعد بلوغه النهائي بفوزه على مضيفه ريال مدريد الاسباني بركلات الترجيح 3-1 (الوقتان الاصلي والاضافي 2-1) على ملعب «سانتياغو برنابيو».
ورغم تقدم «الملكي» بهدفي البرتغالي كريستيانو رونالدو (6 من ركلة جزاء و14)، فإن البايرن عادل عبر الهولندي اريين روبن (27 من ركلة جزاء).
وكان ريال خسر ذهابا 1-2 على ملعب «اليانز ارينا» في ميونيخ الذي سيحتضن النهائي في 19 مايو، فلعب الفريقان وقتا اضافيا لم تتبدل فيه النتيجة فاحتكما لركلات الترجيح التي ابتسمت للألمان.
وبلغ بايرن النهائي للمرة التاسعة والثانية في الاعوام الثلاثة الاخيرة، فيما فشل ريال، صاحب الرقم القياسي في عدد الالقاب (9 القاب) في بلوغ النهائي للمرة 13 في تاريخه والاولى منذ 2002.
وكان بايرن اقصى «الملكي» من الدور الثاني في الموسم 2006-2007 حين فاز عليه في عقر داره 3-2 قبل ان يخسر ايابا في ميونيخ 1-2.
وتواجه الفريقان في 9 مناسبات سابقة جميعها في الادوار الاقصائية، 4 منها في نصف النهائي (3 انتصارات لبايرن مقابل واحد لريال)، اخرها خلال الموسم 2000-2001 حين فاز الفريق البافاري ذهابا وايابا 1-صفر و2-1 في طريقه الى لقبه الرابع والاخير.
ويتفوق بايرن من حيث المباريات حيث فاز في 12 لقاء مقابل 6 لريال وتعادلين.
ويلتقي بايرن ميونيخ في النهائي مع تشلسي الانكليزي الذي اقصى برشلونة الاسباني، وسيغيب عنه هولغر بادشتوبر والبرازيلي لويس غوستافو والنمسوي ديفيد آلابا لنيل، فيما يغيب عن الثاني جون تيري والبرتغالي راوول ميريليش والبرازيلي راميريس والصربي برانيسلاف ايفانوفيتش للايقاف.
واعتبر البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب ريال مدريد والملقب بـ«مو»، ان فريقه دفع ثمن محاربته على جبهتين، ما اثر على لياقة لاعبيه.
وقال: «اعتقد اننا كنا نستحق الفوز، وهم ايضا. لكن الفارق هو اننا نحارب على جبهتين، اذ نصارع على لقب الدوري، بينما الفريق الاخر اوقف جهوده في الدوري (احرز دورتموند لقب البوندسليغا)».
وتابع: «خضنا السبت الماضي المباراة الاهم لنا في الدوري (ضد برشلونة 2-1)، في وقت تمكنوا فيه من اراحة التشكيلة الاساسية. من وجهة النظر هذه، لعبت اللياقة دورها».
واعتبر انه بعد تقليص بايرن الفارق الى 1-2، اصبح اللعب صعبا على الطرفين: «عرف اللاعبون انذاك ان الخطأ ممنوع. ثم جاءت ركلات الترجيح في وضع بدني مرهق. للاسف كنت اريد الفوز باللقب مع هذه المجموعة».
وعن النهائي، امل مورينيو «ان يفوز الـ«بلوز»، لان قسما من قلبي لا يزال في تشلسي، لكني احترم بايرن كثيرا».
وأكد مورينيو أنه باق في منصبه: «سأستمر في عملي، فبوسع هذا النادي وهذا الفريق أن يواصل نموه».
وأضاف: «يجب أن يعود اللاعبون إلى بيوتهم ويقبلوا زوجاتهم وأطفالهم ويرفعوا رؤوسهم. أنا فخور للغاية بهم وبما بذلوه من جهد».
ورفض مورينيو توجيه أي نقد لرونالدو بعدما أخفق في تسديد ركلة الترجيح الاولى: «حدث الأمر نفسه مع (الارجنتيني ليونيل) ميسي، لكنهما مازالا لاعبين رائعين. هذا ما يمكن أن يحدث في كرة القدم. إن حزني على اللاعبين أكبر من حزني على نفسي».
أما حارس المرمى إيكر كاسياس فقد أكد أنه يشعر بالأسف على الجماهير «لأنها كانت رائعة. لعبنا جيدا لكن ركلات الترجيح دائما ما تكون لعبة حظ كبيرة».
وسارع إميليو بوتراغينو، مدير ريال مدريد، الى تهنئة بايرن ميونيخ على التأهل: «أظهروا قدرا كبيرا من النضج. إنهم فريق قوي جدا ويصعب اختراق خطوطهم الدفاعية. كان على بايرن أن يبذل مجهودا خارقا طوال المباراة، وهذا ما فعله حقا بينما بدا لاعبونا متعبين إلى حد ما قرب النهاية».
وأوضح أن ركلتي الترجيح الضائعتين من رونالدو والبرازيلي كاكا سببهما «كفاءة (حارس بايرن مانويل) نوير أكثر من كونهما نتيجة أخطاء لاعبينا».
واعتبر يوب هاينكيس، مدرب بايرن الذي قاد ريال الى لقب 1998: «كانت مباراة رائعة. حصل كل ما نتمناه في مباراة لكرة القدم: فترات لعب رائعة، انضباط تكتيكي جيد جدا، اثارة في ركلات الترجيح. لم نكن نريد الانطلاق مبكرا بهدفين نظيفين. لكن بعد هدف روبن، تسلم بايرن زمام المبادرة. تحررنا وارتفع ايقاعنا. هاجمنا كثيرا في نهاية الشوط الاول، وفي الثاني حافظنا على توازننا بين الدفاع والهجوم».
وتابع: «في مجموع الدقائق الـ120، اعتقد اننا نستحق هذا التأهل. اثبتنا اننا فريق كبير جسديا، ذهنيا وكرويا. انا سعيد لتحقيق هدفنا: خوض النهائي على ارضنا».
وعن تشلسي، قال هاينكيس: «اعتقد انه فريق خاض مواجهة برشلونة بشكل جيد في نصف النهائي، وقدم لمحات تكتيكية رائعة خلالها».
من ناحيته، أبدى ماريو غوميز الذي سجل إحدى ركلات الترجيح سعادته قائلا: «إنها ليلة رائعة بالنسبة لنا. كنا مصرين حقا على التأهل إلى النهائي، وأعتقد أننا استحققنا التأهل» الذي ترك شيئا من المرارة في حلق بايرن ميونيخ الذي سيفقد ثلاثة من لاعبيه.
قال أولي هونيس رئيس نادي بايرن ميونيخ: «إنها كارثة بالنسبة للفتيان»، مضيفا: «الآخرون عليهم الكفاح من أجلهم».
وقال بادشتوبر: «سيكون من الصعب للغاية متابعة النهائي من المدرجات»، مضيفا: «إنها لائحة عبثية، عليهم (الاتحاد الاوروبي لكرة القدم) تغييرها فورا».
أما يواكيم لوف، مدرب منتخب المانيا، فقال: «إنها قاعدة غبية»، فيما طالب هونيس «بعد مرحلة المجموعات، عليهم إلغاء جميع البطاقات».
وأوجز لوف الأمر بقوله: «في كلا الجانبين سيغيب سبعة من أفضل اللاعبين عن لقاء نهائي. ليس الامر جيدا لكرة القدم».
وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم استبعد تعديل اللائحة التي تقضي بإيقاف اللاعبين لمباراة واحدة إذا ما حصلوا على ثلاث بطاقات صفراء.
وقال متحدث باسمه: «القضية لم تتم مناقشتها بعد».
وفي انكلترا، ولو تمكن تشلسي من الفوز بكأس دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، فإن جماهيره ستحتفل كما لم تفعل من قبل، لكن بعض الأندية الأخرى ستطلق لعناتها.
وتتأهل الفرق الأربعة الأولى في الدوري الإنكليزي الممتاز للمشاركة في نسخة الموسم 2012-2013 من دوري أبطال اوروبا، لكن لو تمكن تشلسي - سادس الدوري المحلي حاليا - من التتويج باللقب في ميونيخ، فسيتأهل حينها الى النسخة المقبلة، ما يعني حرمان صاحب المركز الرابع من هذا الشرف.
وحينها سيتحول ذلك الفريق إلى اللعب في مسابقة الدوري الاوروبي (يوروبا ليغ)، البطولة الأقل من حيث الأهمية والعائدات.
وبحسب صحيفة «صن» البريطانية، فإن فقدان فرصة المشاركة في دوري أبطال اوروبا يعني خسارة 20 مليون جنيه استرليني (32 مليون دولار اميركي) على الأقل.
ولو بقي الترتيب الحالي للدوري الإنكليزي على حاله حتى نهاية البطولة، فسيكون نيوكاسل يونايتد صاحب المركز الرابع حاليا بفارق ثلاث نقاط أمام توتنهام هوتسبر الأكثر تضررا من فوز تشلسي بكأس دوري ابطال اوروبا.
على صعيد آخر، ذكر نادي فنربغشه التركي انه سحب دعوى ضد الاتحادين الاوروبي والمحلي للعبة بعد استبعاده من المشاركة في دوري أبطال اوروبا بسبب تحقيق يتعلق بالتلاعب في النتائج.
وفي بيان للنادي قال فنربغشه بطل تركيا في 2011 انه يسحب الدعوى التي رفعها في محكمة التحكيم الرياضية دون أن يدلي بالمزيد من التفاصيل.
ومنع فنربغشه من المشاركة في دوري أبطال اوروبا لتورطه المزعوم في فضيحة تلاعب بالنتائج ويحاكم رئيسه ضمن 93 شخصا بينهم مسؤولون عن كرة القدم في البلاد في قضية ألقت بظلال على الدوري المحلي.
وقد يتم تجريد فنربغشه من لقبه المحلي واستبعاده من دوري الدرجة الاولى وارغامه على اللعب في درجة أدنى وهي عقوبات قد تكلف النادي الملايين.
أقوال الصحف
تفاوتت أقوال الصحف بين اسبانيا والمانيا عقب تأهل بايرن ميونيخ على حساب ريال مدريد الى نهائي دوري ابطال اوروبا.
صحيفة «اس» المدريدية قالت: «انها العقوبة الأقصى» مشيرة الى الألم الكبير الذي يعقب الخسارة بركلات الترجيح.
وأشارت الى أن «ريال خاض مباراة بطولية»، لكن اضاعة سيرجيو راموس للركلة الأخيرة حسمت الأمور.
أما «ماركا» فكان تعقيبها: «الشبح الأسود يعود من جديد لاقصاء ريال»، فتاريخياً يتفوق النادي البافاري على الفريق الاسباني، وقد سبب التوتر الذي ساد لاعبي «الملكي» في اضاعة 3 ركلات ترجيح.
الصحافة الكاتالونية قال عبر «الموندو ديبورتيفو»: «سوف تضطر الى الانتظار مجددا»، بعد أن فشل (المدرب البرتغالي جوزيه) مورينيو في تحقيق حلم ريال في الوصول به الى المباراة النهائية وتذوق طعم اللقب الأوروبي من جديد.
أما «سبورت» فكانت فرحة بخروج ريال من خلال عنوان: «في عامهم العاشر، عليهم الانتظار مرة أخرى»، في اشارة الى انه مضى على آخر فوز لـ«الملكي» بكأس اوروبا عشر سنوات كاملة.
وأكدت أن العدالة انتصرت لكرة القدم لأن الفريق الألماني كان الطرف الأفضل في «سانتياغو برنابيو».
أما صحيفة «بيلد» الألمانية فجاء عنوانها «يييييياه (نعم)... نوير هو بطل ركلات الترجيح، البايرن في نهائي البطولة الأوروبية في ملعب (أليانز آرينا)».
اما «كيكر» فقالت: «النهائي عندنا، نوير جعل من الامر ممكناً»، وأشارت الى أن ركلات الترجيح أثبتت ما يملكه نوير من قدرات حيث لم تستقبل شباكه سوى ركلة ترجيحية واحدة مقابل 3 ركلات استقبلها الحارس الاسباني ايكر كاسياس.
وكتبت «دير شبيغل»: «يمكن أن نلعبها في المنزل» في اشارة الى مواجهة تشلسي في نهائي البطولة على ملعب «اليانز ارينا»، وأضافت: «يا لها من مباراة أعاد فيها مانويل نوير ذكريات الحراس الألمان الكبار!».
... ورونالدو محبطاً (ا ف ب)
راموس إثر إضاعة «الترجيحية» (رويترز)
بعثة بايرن لدى وصولها إلى مطار ميونيخ حيث حظيت باستقبال حافل (رويترز)